شاطئ مانهاتن – جنيفر إيغن

في ثلاثينيات القرن الماضي، خلال فترة الكساد الكبير، تبدأ رحلة آنا كيريجان، فتاة تعيش في بروكلين مع أسرتها المفككة بعد اختفاء والدها الغامض. تُجبر آنا على العمل في حوض بناء السفن خلال الحرب العالمية الثانية، لتصبح أول امرأة تعمل كغواصة بحرية، متحدية التقاليد الاجتماعية التي تُقصي النساء عن مثل هذه المهن. بينما تغوص في أعماق المحيط لفحص السفن، تغوص أيضًا في أسرار عائلتها المظلمة، بحثًا عن الحقيقة وراء هروب والدها، وعلاقته برجل عصابات ثري يدعى دكستر ستايلز.

تتنقل الرواية بين زمنين: زمن الفقر واليأس خلال الأزمة الاقتصادية، وزمن الحرب حيث تنهار الحدود بين الخير والشر. تُصور ببراعة كيف تتأثر العائلات بالتحولات السياسية والاجتماعية، وكيف تصبح الخيارات الشخصية مصيرية في عالمٍ يلفه الغموض. آنا، بطلة القصة، تجسد صراع المرأة في العثور على مكانها في مجتمع ذكوري، بينما تحمل على عاتقها مسؤولية إنقاذ أسرتها من الانهيار.

على خلفية تاريخية غنية، تطرح الرواية أسئلة عن الهوية والولاء، وتستكشف تأثير الماضي على الحاضر. الشخصيات المركبة، مثل دكستر ستايلز الذي يجمع بين القسوة والضعف، تضيف عمقًا دراميًا للقصة، بينما تظل آنا رمزًا للصمود في وجه التحديات. الأحداث تتسارع مع اقتراب آنا من الحقيقة، لتكتشف أن الحياة أشبه بالغوص: كلما زادت العمق، زادت المخاطر والغموض.

الرواية ليست مجرد سرد تاريخي، بل مرآة تعكس تقلبات المجتمعات في أوقات الأزمات. اللغة الشعرية والوصف الدقيق للأماكن والمشاعر تجعل القارئ ينغمس في عالم آنا، حيث البحر ليس مجرد مكان عمل، بل ملجأً يحمل أسرارًا أكبر من تلك التي على اليابسة. النهاية غير المتوقعة تترك القارئ يفكر في معنى التضحية والثمن الباهظ للبحث عن الحقيقة.