خزي – ج. م. كويتزي

تدور أحداث الرواية حول ديفيد لوري، أستاذ جامعي في منتصف العمر، يواجه انهيارًا مفاجئًا بعد علاقة مثيرة للجدل مع طالبته. تُجبره الفضيحة على ترك عمله والانتقال للعيش في مزرعة نائية مع ابنته لوسي، حيث يحاول إعادة بناء حياته بعيدًا عن أضواء المدينة. لكن الهدوء الظاهري للمكان يخفي توترات عميقة، تصل ذروتها مع حادث عنيف يهز كيان الأبنة والأب، ويطرح أسئلة مُربكة عن الخزي والقوة والعدالة في مجتمع ما بعد الفصل العنصري.

تستكشف الرواية بجراءة تيمة “الخزي” بجميع أشكاله: الشخصي والجماعي، الأخلاقي والاجتماعي، عبر شخصيات تبحث عن الخلاص في عالم فقد بريقه الأخلاقي. كوتزي يرسم ببراعة صورة قاتمة لجنوب أفريقيا الجديدة، حيث تتداخل جراح الماضي مع صراعات الحاضر، دون تقديم إجابات سهلة، بل دعوة للتأمل في معنى الإنسانية عندما تنهار كل المثاليات.

الرواية ليست مجرد قصة فردية، بل مرآة عاكسة لتحولات مجتمع بأكمله، حيث تتصادم الهويات والعواطف في صراع وجودي. لغة الكاتب بسيطة لكنها عميقة، تعتمد على الرمزية والصمت أحيانًا، لتعكس الفراغ الروحي الذي يعيشه الأبطال. الحيوانات في القصة، مثل الكلاب في المزرعة، تصبح رمزًا لتمزق الإنسان وضعفه أمام قوى لا يتحكم بها.

من خلال حبكة مكثفة وأحداث مُربكة، يطرح كوتزي تساؤلات مُحْرجة حول المغفرة، الهوية، والسلطة، دون أن يسقط في فخ الدروس الأخلاقية. الرواية تجربة قراءة مُربكة لكنها ضرورية لكل من يريد فهم تعقيدات العالم الحديث، حيث لا يوجد أبطال أو أشرار، بل بشر يعانون من تبعات خياراتهم ومخازيهم.