نساء روحي – إيزابيل ألليندي

في كتابها “نساء روحي”، تُقدّم الروائية التشيلية إيزابيل ألليندي رحلةً شخصيةً عميقة عبر ذاكرتها وتجاربها الحياتية، مُتطرقّةً إلى قضايا الحب والشيخوخة والنسوية بأسلوبٍ يمزج بين الصراحة والشعرية. تبدأ روايتها من الطفولة في تشيلي، مرورًا بترحالها حول العالم، لتستقر عند لحظاتٍ فارقةٍ شكلت وعيها كامرأة وكاتبة. تُشارك ألليندي قرّاءها حميمية علاقاتها مع نساءٍ مؤثراتٍ في حياتها، مثل أمها وابنتها الراحلة باولا، وصديقاتٍ كُنّ نورًا في دربها.

الكتاب ليس سيرةً تقليدية، بل تأملاتٌ في كيفية نموّ النسوية كجزءٍ من الهوية، وكيف تتحدى المرأة القيود الاجتماعية لتُعلن وجودها. تكتب ألليندي عن جسدها الذي يتغير مع الزمن، وعن الحب الذي يظلّ يُغرس بعنايةٍ رغم صدمات الحياة. ترفض فكرة “الهدوء الآمن” وتُمجّد الفوضى الإبداعية التي تُغذي الخيال، مُثبتةً أن العمر ليس عائقًا أمام الحيوية والتمرد.

تتناول ألليندي أيضًا تجربتها ككاتبةٍ عربية المنشأ تعيش في الغرب، ومدى تأثير ذلك على رؤيتها للعالم. تُناقش بجرأةٍ ثنائية الجنسين، داعيةً إلى تفاهمٍ يرتكز على الاحترام لا التنافس. لا تُخفي آلامها، مثل فقدان ابنتها، لكنها تُحوّلها إلى دروسٍ عن القوة والصمود، لتُصبح كتاباتها بمثابة جسرٍ بين الجرح الشخصي والعام.

يتميّز أسلوب ألليندي بالسلاسة والعمق، كأنها تهمس في أذن القارئ بحكاياتٍ لا تُنسى. تستخدم لغةً مُشبعةً بالعواطف، لكنها ترفض الانزلاق إلى العاطفة المُبالَغ فيها. الكتاب دعوةٌ لاحتضان الحياة بكل تعقيداتها، ولإعلاء صوت النساء دون إلغاء الآخر. إنه احتفاءٌ بالروح الإنسانية التي تجد جمالها في الكفاح اليومي.