استراتيجية التعلّق – نير إيال

يُقدِّم كتاب “استراتيجية التعلّق” نظرةً عميقةً لفهم كيف تتحول بعض المنتجات والخدمات إلى عادات يومية لا يمكن الاستغناء عنها. يعتمد المؤلفان على تحليل تجارب ناجحة مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر لاستخلاص نمطٍ موحدٍ يُفسِّر كيفية جذب المستخدمين وجعلهم يعودون مرارًا دون الحاجة إلى إعلانات مُكثَّفة. يناقش الكتاب مفهوم “دورة التعلّق” المكوَّنة من أربع خطوات تُحفِّز السلوك التلقائي لدى المستخدمين، ويُقدِّم أدوات عملية لتطبيق هذه الاستراتيجية في تصميم المنتجات الرقمية أو الخدمات الحديثة.

يركز الكتاب على العلاقة بين التصميم النفسي للمنتج وسلوك الإنسان، مُبيِّنًا كيف يمكن للمؤسسات الصغيرة أو الكبيرة تعزيز الولاء من خلال فهم دوافع المستخدمين. يُسلِّط الضوء على أهمية تقليل الحواجز النفسية أمام الاستخدام وخلق تجربة تفاعل تُشعر المستخدم بأنه “يفقد شيئًا” إذا توقَّف عن استخدام الخدمة. كما يحذِّر من الممارسات غير الأخلاقية في استغلال هذه الاستراتيجيات، مُشجِّعًا على استخدامها لبناء منتجات مفيدة حقيقية للمجتمع.

تُعتبر المراجعات والقصص الواقعية المُدمجة في الكتاب مصدر إلهام لفهم كيف تطبَّق هذه النظرية على منصات مثل يوتيوب، حيث تُحفِّز الإشعارات المستمرة المستخدمين على العودة بشكل آلي. بالإضافة إلى ذلك، يُقدِّم المؤلفون أدوات تحليلية لقياس مدى نجاح المنتج في تحويل المستخدمين إلى عادة، مع توضيح الفروق بين النماذج الناجحة والفاشلة.

الكتاب ليس دليلاً تقنيًا بحتًا، بل يُركِّز على المبادئ النفسية الكامنة وراء سلوك المستهلك، مما يجعله مفيدًا لمختلف المجالات، من مطوري التطبيقات إلى مدراء التسويق. يُشجِّع القارئ على إعادة التفكير في مفهوم “القيمة” من منظور المستخدم، حيث يصبح المنتج جزءًا من الروتين اليومي بسبب قدرته على حل مشكلة أو توفير راحة فورية.

أخيرًا، يُقدِّم الكتاب نصائح عملية لتحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتطبيق، مع التركيز على التجربة التكرارية واختبار الفرضيات. يُناسب هذا العمل رواد الأعمال الذين يسعون لبناء منتجات تُحدث تأثيرًا دائمًا، وليس مجرد نجاح مؤقت، عبر ربط الابتكار بالفهم العميق لعلم النفس البشري.